-A +A
«عكاظ» (الرياض)

رفع سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ، ولعموم الشعب السعودي والمسلمين في كافة بقاع الأرض، داعياً إلى استذكار نعمة الله عز وجل في بلوغ هذا الشهر الكريم، واستحضار ما أنعم الله به عز وجل على هذه البلاد المباركة.

وقال سماحته في كلمة له بهذه المناسبة: «إن هذا الشهر الفضيل، بما فيه من نعم الرحمة والمغفرة والعتق من النار بإذن الله تعالى هي نعمة من أجل النعم التي تستوجب على كل مسلم استثمار كل لحظة فيه، خصوصاً وقد تيسر بفضل الله في هذه البلاد من أمن واستقرار وخير ورغد عيش مما يعين المسلم على العمل الصالح، والتوبة الصادقة والإنابة إلى الله عز وجل في كل حالاته».

وحث سماحته عموم المسلمين في هذا الشهر المبارك على تعاهد من حولهم من ذوي الحاجة، ومن المتعففين، قائلاً: لقد وفرت الحكومة سبل الخير الآمن، والسريع، حيث تعد من الأعمال الصالحة، وتأتي انعكاسًا لحرص العبد على نيل رضا ربه عز وجل، وبذل القرب لنيل الفضل العظيم.

وأضاف سماحته: إننا في حاضرنا هذا نعيش مرحلة كثيرة المتغيرات، مختلفة ومتباينة، ومتسارعة، وقد ساهمت وسائل الاتصال الحديثة في الوصول للغير، كما سمحت للغير بذلك، فأصبح واجب الحرص أكبر، والحذر أكثر، فحرُّيٌ بكل مسلم في هذا الشهر المبارك أن يستذكر بشكل أكبر تلك المسؤولية الكبيرة في بيته وأهله وتعامله مع كل من حوله، كما ورد في الحديث الشريف «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والعبد راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته»، ثم يقول: «ألا وكلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته».

ودعا سماحة المفتي لاستثمار هذا الشهر الفضيل بالمسارعة في فعل الخيرات، حيث وعد الله عز وجل عباده بخير الجزاء في قوله تعالى (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)، ويقول سبحانه: (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون)، موصياً عموم المسلمين بضرورة تقوى الله عز وجل واحتساب الأجر في الصيام والقيام، وقراءة القرآن، والاجتهاد في تلاوته وتدبره، وصلة الأرحام، والخلوص مما يكون في النفوس من شحناء وعداوات، إلى تسامح وسمو، واغتنام الزمن بالذكر والطاعة، واستلهام سماحة الإسلام وتسامحه.

وتابع سماحته قائلا: «وإني في هذه الوصية لنفسي ولإخواني لأحمد الله أن بلغنا هذا الشهر الفضيل وبلادنا تنعم بقيادة رشيدة - أيدها الله، ونعم فريدة، واجتماع للكلمة ووحدة للصف وخدمة متنامية في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن وتسخير الإمكانات والجهود في ذلك، وهذا لم يكن ليحصل لولا فضل الله وتوفيقه ثم فضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - وجزاهما خيرًا على ما يقدمان من معروف وإحسان في خدمة الإسلام وأهله».

وحذر سماحته من كل من أراد المساس بالدين والوحدة والاجتماع على القيادة، وعدم الالتفات لجاهل أو مغرض واستلهام عمق ما أمرنا به الله عز وجل من خلال قوله تعالى: (وقولوا للناس حسنا)، وقوله تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، وعمق قيم الإسلام التي تحذر من التنافر والبغضاء والفرقة.

واختتم سماحة مفتي عام المملكة كلمته داعيا الله -عز وجل- أن يجزي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده خير الجزاء وأوفاه، وأن يجزي حكومتهما خير الجزاء على كل جهودهم المخلصة لخدمة الإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء.